AHDATH.INFO
لا يشترط أن تكون ناقدا، أو مسلحا بأدوات تحليل أكاديمية لتدرك أن الممثل الشاب "سعد موفق"، قد كان بارعا في تقمص دور مركب يختزل صورة فئة من أبناء هذا المجتمع، وهو يدفعك للتنقل بين ردود فعل متبانية اتجاه شخصية نجح المسلسل في اسقاط ستار الغموض عنها على مهل.
سيستفزك، ستكره وجوده في القصة كما في حياة أسرته التي تتناسل المشاكل بين يومياتها. شخصية أنانية، قاسية، لا مبالية، مثيرة للمشاكل، مدمنة ... وفجأة تسير الأمور نحو التعاطف ليتحول إلى شخصية مثيرة للشفقة من خلال محطات الفلاش باك التي اعتمدها المخرج محمد نصرات، وكل من سامية أقريو ، نورة الصقلي، وجواد لحلو في كتابة القصة والسيناريو.
"حمودة"، الشخصية التي جسدها "سعد موفق" خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، شكلت منفذا لعدد من الأحداث الاجتماعية القاسية التي تثقل كاهل من عاشها، كاليتم، الفقر، التسول، الاغتصاب في غفلة من الأم، تحمل المسؤولية في سن مبكر، فلا يجد مهربا منها سوى طريق الإدمان الذي يكون أكثر قسوة . وعلى الرغم من أن حبكة المسلسل ككل أثارت اعجاب عدد من المشاهدين، إلا أن أداء الممثل الشاب نجح في خلق نجاح داخل نجاح، من خلال أداء متقن، دفع عدد من المتابعين للتعبير عن تعاطفهم مع كل الشخصيات التي تشبه "حمودة" في الواقع.
وقد نجح المخرج في اختيار شخصياته، حيث أثار الشبه بين حمودة خلال مرحلة الطفولة، والشباب، إعجاب المتابعين الذين رأوا في هذا الشبه خط سرد متواصل على مستوى الملامح التي حملت الكثير من الحزن، الحيرة والتيه.
وحظي مسلسل "ياقوت وعنبر" منذ بداية عرضه، بإعجاب عدد من المشاهدين بالقصة، وتطور الأحداث والأداء الاحترافي لعدد من الممثلين، مع التركيز على تفاصيل دقيقة في حياة كل شخصية تفتح قوسا على تدرجات المجتمع المغربي، حيث قصص عن الحداثة، والعنف الزوجي، الطمع، فكر ذكوري اتجاه الأنثى،الوصاية بين الأجيال، العقم، أحلام ذوي الاحتياجات الخاصة، معاناة الأرامل ... وغيرها من القصص التي انطلقت برغبة زوج في الحصول على مولود ذكر، فما كان من الزوجة "عنبر" التي تجسدها نورا الصقلي، إلا أن تستبدل مولدتها الأنثى "ياقوت" بمولود ذكر، لتنطلق حبكة المسلسل ...